Friday, October 12, 2012

رقم (15)خطبة جمعة عن الإنتباه لفعل الله في الكون و فائدة الشرع لك شخصيا بتاريخ 12/10/2012

الإنتباه لفعل الله في الكون...علاقة الله الشخصية معك.. وفائدة الشرع لك شخصيا

15-(12-10-2012)



الحمد لله ) فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ( الذي : ) يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ( ... الحمد لله الذي ) سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ( .. وجعل فِي ذَلِكَ ) آَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( ... الحمد لله الذي قال في كتابه الحكيم : ) فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( ... الحمد لله الذي ذكر كلمة يتفكرون في كتابه العزيز عشرة مرات كاملة...اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا و مولانا و نبينا و شفيعنا محمد وعلى اله وصحبه  صاحب لواء الحمد و الحوض و الكوثر...
1- تحدثنا في الخطبة السابقة عن العشرة عناصر.... وهي العناصر التي إن كتب الله لمؤمنٍ العمل بها : فإنه ـ بفضل الله واجتبائه ـ سيكون من المقرّبين إلى الله ؛ العارفين به ؛ الحاضرين في مَعِيَّتِه ... جعلنا الله وإياكم بفضله واجتبائه وهدايته منهم ... نتذكرها اللآن سويا بإيجاز... لعل الله يكرمنا بها و تذكرها و العمل بها...
1-                        التوجه بالنية لله
2-                        الدعاء و الإستعانة بالله
3-                        دوام ذكر الله
4-                        دوام الإستغفار و التوبة الي الله
5-                        الحفاظ علي تطبيق شرع الله وحفظ حدوده
6-                        تطبيق ما أمكنك من سنن رسول الله صلي الله عليه وسلم
7-                        مساعده خلق الله
8-                         حسن الخلق
9-                        رحمة كل من حولك
10-                  دوام الإنتباه لكل ما يفعله الله معك و مع كل من حولك و مدي إستجابته لدعائك و طلباتك منه وتجاوبه معك في كل وقت وكل حال

2-   النقطة الأخيرة دي  اللتي تقول  بأهمية الإنتباه لكل ما يجريه الله عليك وعلى من حولك.... ومحاولة الإستفادة من ذلك... للوصول إلي دوام ذكر الله... و التفكر فيه ... وفي أفعاله... و حكمته....عرضت هذه النقطة باختصار شديد رغم أهميتها ...
ذلك : لأن ( الإنتباه لما يُجريه الله عليك وعلى مَن حولَك) كان مجرد عنصر من العشرة عناصر التي ذكرناها في الخطبة السابقة و لكن لأهمية الموضوع ده هنحاول نذكره ببعض التفصيل النهارده ..
▲ أولاً : إحنا محتاجين لتوضيح إيه المقصود : بـ (الإنتباه ، والتفكر) اللي بنتكلم عليهم دول .. عشان نقدر نفهم الموضوع ده : فيه شويه نقط محتاجين ناخد بالنا منهم .
·       أول نقطة هي إن كل واحد منِّنا : لازم يكون عنده ...يقين ، وإدراك ، ووعي : بأن الله إنما خلق كل شئ ، و سخره : له هو شخصيا ... يعني كل واحد لازم يعتبر نفسُه : كإنه هو المخلوق الوحيد في كل الكون ، وكل ما في الكون : عبارة عن أشياء خلقها الله وسخرها له (شخصيًا) ...
·       لو حبينا نقول نفس الكلام اللي فات ده بس بطريقة تانية ... هنقول إن كل واحد فينا لازم يفهم ويحسّ : إن له علاقة مباشرة وشخصية مع الله اللي خلق له كل شيئ و سخره له هو شخصيا... ومعنى الكلام ده أن الله (القيوم) : قائم عليك بالرعاية والهداية والرزق والتربية والتعليم.. وكل شؤنك : بصفة شخصية ، مش بصفتك واحد فقط من الكام مليار من البني أدمين اللي عايشين على الأرض .
·       طيب إيه معني الكلام ده ؟.. وإيه اللي حنستفيده من وضوح هذا المفهوم ؟
·       معني الكلام ده ... إن كل حَدَث يَحدُث لك في حياتك : (1) سواء الحدث ده كان كبير ولاّ صغير .. (2) وسواء الحدث ده حصل لك لوحدك أو حصل لك ولجماعة ما من الناس معاك في نفس الوقت ... لازم تُدرك : أن هذا الحدث إنما هو رسالة لك شخصيا من الله... والرسالة دي لها هدف ... ممكن الهدف ده يبقى تعليم أو توجيه لك .. ممكن يبقى تربية .. ممكن يبقى عقوبة .. ممكن يبقى مكافئة وتشجيع .. ممكن يبقى اختبار .. ممكن يبقى رزق و عطاء .. وممكن يبقى كذا حاجة مع بعضها .
·       طيب إذا كانت فيه رسالة ما من الله : بعتها لي من خلال الأحداث.... يبقي أكيد مطلوب مني أفهمها... وأفهم إيه المطلوب مني أعمله أو أفهمه .. ولازم أعرف إيه رد الفعل المطلوب مني عمله ..
·       طيب إزاي أقدر أفهم هذه الرسائل ؟...... في عدد من الإجراءات : لو اتّبعتها حتقدر ـ إن شاء الله ـ تفهم الرسائل اللي ربّنا حيبعتها لك .. 
1ـ لابد لي من الإنتباه : إلى لأحداث التي تحدث لي ومِن حولي ... وكل ما يوصله الله لي : سواء ما أراه أو أسمعه لي أو لغيري هي دي الرسالة .... بس خلي بالك من كلمة (ما يوصله الله لي) يعني (اللي ربّنا هوّ اللي يورّيهولي) ... يعني ما تروحش تدور على أحوال الناس وتتجسس عليهم ، وبعدين تقول : أصل أنا عايز أعرف مراد الله إيه ....وعايز يعلّمني إيه .
2ـ تجنب كل ما لا يعنيك (يعني اللي ما يخصّكش) ... ليه ؟.. لأنه ببساطة : الل ما يخصّكش : عبارة عن رسالة تخص حد غيرك ... فلو اختلطت الرسائل اللي ربّنا بيبعتها لك برسائل الآخرين : حيحصل لك تشويش ، وحتعجز عن فهم اللي يخصك انت ... زي واحد بيسمع راديو ... بس فيه محطة داخله علي المحطة اللي بيسمعها .. فالنتيجة إنه مِش حيعرف يسمع المحطّة بتاعته ... والمعنى ده : موجود في السُّنة .. قال : ) مِن حسن إسلام المرء : تركه ما لا يعنيه ( ..
3ـ لابد من الترفع عن سفاسف الأمور... يعني عدم الانشغال بالأشياء التافهة ، والقيل والقال ... والتوقّف عن كثرة الهزار والضحك ... فقد قال رسول الله : ) كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ( ..
4ـ  إيّاك والانشغال بالدنيا وعليك بالزهد فيها ، لأن (حُبّها) : هو رأس كل خطيئة كما قال رسول الله .
تقول لي : طب ازّاي ما أنشغِلش بالدنيا ؟.. من المعلوم : إن الإنسان لو انشغل عقله بشئ : مِش حيقدر يفكّر في شئ تاني ... زي أي تلميذ قاعد في الفصل مشغول ببري القلم .. أو بالكلام مع زميله .. ولا رامي ودنه مع أثنين بيتكلموا بره الفصل ، أو مع صوت المدرس اللي بيدرس للفصل اللي جنبه...أو ...أو...إلخ... لو في تلميذ بالمنظر ده : لو المدرس بتاعه شرح الف مرة : عُمره ما هيفهم حاجة .. ليه ؟.. لان عقله وحواسُّه مشغولين عن المدرس وعن اللي بيقوله ... نفس الشئ .. لو قلبك مشغول بالدنيا : حيصعُب عليك جدًا : إدراك الرسائل اللي ربّنا بيبعتها لك .. في واحد من الصالحين : وصف الحالة دي .. قال إيه ؟..   { فرغ قلبك من الأغيار (الاغيار دي مقصود بيها كل ما هو غير الله يعني جمع كلمة غير) فرغ قلبك من الأغيار : يملؤه الحق تعالي بالأنوار } .. يعني بيقول لك : لو فضّيت قلبك من أي حاجة غير الله : ربّنا حيملأ هذا القلب بالأنوار .. أنوار زي إيه ؟.. زي نور العلم .. نور الإيمان .. نور الطاعة .. نور معرفة الله ....نور الفهم...نور الحكمة... وكل واحد بقى ورزقه ...
يعني باختصار : متشغلش عقلك بالحاجات التافهة ، ووفره عشان ينشغل بالمفيد .... وإدعي ربنا يجعل الدنيا في إيدك و ما يجعلهاش في قلبك
5ـ النصيحة اللي بعد كده : عليك بالهدوء ، و قلة الكلام  .. والتصرّف دائمًا بوقار وسكينة .. قال رسول الله : ) إذا رأيتم المؤمن صموتا وقورا فادنوا منه فإنه يلقن الحكمة ( ..  وفي رواية : ) إن رأيتم الرجل قد أوتي صمتا وزهدا فاقتربوا منه فإنه يلقن الحكمة ( .
 6ـ مهم جدا : تذكـُّر الحفاظ علي الوضوء قدر الإمكان ... لأن الوضوء نور ، وهو يعين على الفهم والتفكر ... و) الوضوء سلاح المؤمن ( كما قال رسول الله ..
7ـ البعد عن المعاصي .. لأن الذنوب ظلمات في القلب .. وأبلغ ما يقال في ذلك : بيتين الشعر اللي قالهم الشافعي رحمه الله ..
              شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي 
              وأخبرني بأن العـــلم نور ... ونور الله لا يهدى لعــاصي  (شرح)
8ـ وأخيرًا .. محاولة ربط الأحداث ببعضاها ، وفهم ما يريده الله مني .. مسترشدا بكتاب الله ، والسنة الشريفة .. ومستعينا بدعائي لله : إن يرشدني إلى الخير الذي يريده ، ويعينني على أدائه ..
ولا ننسي هنا أبدا أن نذكر : إنّ (عملية التفكر والانتباه لفعل الله) دي : عبارة عن ذكر لله ، وحضور مع الله .. وهي مسألة عظيمة الثواب جدا ... وقد ورد عنه أنه قال : ) تفكر ساعة : خير من عبادة سنة ( ، وفي رواية : ) خير من عبادة ستين سنة ( .. لأن التفكر في الله وفعله وحكمته : ما هو إلا (الانشغال بالله) .. واللي ينشغل بالله : ثوابه إيه ؟.. أخرج البخاري عن رسول الله أنه قال : ) من شغله ذكري عن مسألتي : أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ( ..

) قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم ( 
ـمممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممـ

الحمد لله رب العالمين خلق النفس فألهمها فجورها و تقواها ... و أفلح عند الله من زكاها.... اللهم صلي و سلم وبارك علي سيدنا محمد و آله الذي قال : ) إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ( ..
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
ذكرنا في الخطبة الأولي بعض المعينات علي فهم ما يوجهنا ويرشدنا الله به عن طريق الأحداث اليومية و نجملها في (1) الإنتباه لما يحدث (2) الإنشغال بحالي أنا و عدم التدخل فيما لا يعنيني (3) الترفع عن التفاهات و كثرة الضحك و الهزار (4) الزهد في الدنيا و عدم الإنشغال بها (5) الوقار و الهدوء وقلة الكلام (6) الحفاظ علي الوضوء و الطهارة ظاهرا و باطنا (7) تجنب الذنوب (8) محاولة ربط الأمور ببعضها مستعينا بالشرع و السنه والدعاء
    آخر نقطتين  ... اللي هما... تجنب الذنوب و الإستعانة بالشرع... فيهم موضوع مهم جدا يجب الإنتباه له جيدا... و هو أن إتباع الشرع و إجتناب الذنوب... إنما هو لمصلحتك أنت شخصيا... و ليس أي شيئ أخر... يعني إيه؟... موضوع الذنوب و الطاعات ده  محصور مابين العبد و ربه و الناس.... طيب الله لا يضره الذنب لا ينفعه الطاعة من العبد و الحديث القدسي بيوضح الموضوع ده...قال رسول الله عن رب العزة في الحديث القدسي : ) لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبٍ مِنْ قُلُوبِ عِبَادِي مَا نَقَصَ فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا زَادَ فِي مُلْكِي مِنْ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ  (
يبقي الموضوع في الحقيقة معظمه ما بين كل شخص و الناس من حوله و الله هو الحكم العدل... وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ... طيب لو حد ظلم شخص آخر إيه النتيجة علي كل طرف؟  .. بالنسبة للمظلوم ... فإن الله العدل سيأخذ من حسنات من ظلمه ويعطيها له... و لو الحسنات خلصت ... هياخد من سيئات المظلوم و يحملها للظالم... يعني بالنسبة لمن ظلم وإن كان هيعاني وهيتعب في الدنيا إلا إن الله سيعوضه في الدنيا أو الأخرة ... أما بالنسبة للمذنب فتأثير الذنوب عليه بالإضافة لموضوع خسارة الحسنات و إكتساب السيئات اللي لسه قايلينه... ففيه تأثير الذنوب علي الإنسان نفسه... يعني إيه؟... الحديث عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ : ) إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ( .. معني الكلام ده إن الذنوب تؤدي لسواد و ظلمة في القلب... طبعا الظلام عكس النور... يعني الذنوب تؤدي للبعد عن الله و نوره وشرحه للقلب.. و صعوبة تلقي إلهام الخير من الملك... وسهولة وصول وسوسة الشيطان.. معني الكلام ده أيضا إن الإنسان كلما زادت ذنوبه كلما صعب عليه عمل الحسنات و سهل عليه زيادة السيئات و هذا يقرب للنار ويبعد عن الجنة... و طبعا العكس صحيح... كلما زادت حسناتك ... إستنار قلبك..سهل إستقبال قلبك لإلهام الملك... وصعب علي الشيطان الوسوسة لك... سهل عليك عمل الحسنات... إقتربت من الجنة... و بعدت عن النار .. المعني ده موجود في الحديث عَنْ النَّبِيِّ  قال : ) سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ( ..
المعني موجود في كلمة أعوذ بك من شر ما صنعت  يعني اللي عملته قبل كده و إن كان خلاص العمل السيئ خلص لكن شر تأثيره عليا لسه موجود وعشان كده بأستعيذ بالله من شر عملي السابق وأسأله المغفرة... و عشان كده سماه رسول الله   سيد الإستغفار... و إسمع بقي بقية الحديث... قَالَ : ) وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ (... باريت كل واحد فينا يحاول يواظب علي سيد الإستغفار ده صباحا و مساءا زي ما قال سيدنا رسول الله و مننساش موقنا بها.... نقوله مرة كمان لعلنا نتذكره... ) اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ (


Wednesday, October 3, 2012

رقم (1) خطبة جمعة عن النية بتاريخ 2/9/2011


النية

1-  (02092011)
اللهم لك الحمد أولا و آخروظاهراً وباطناً ولك الحمد كما تحب وترضى ولك الحمد فى الاولى و الآخرة ... اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الأمى العربى الهاشمى ذو الخلق العظيم المبعوث رحمة للعالمين ...الذى جعله الله خليفة فى أرضه و على آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد...
أخرج البُخاريُّ ومُسلِمٌ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ يقولُ : (( إنَّمَا الأعمَال بالنِّيَّاتِ وإِنَّما لِكُلِّ امريءٍ ما نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُوْلِهِ ومَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُها أو امرأةٍ يَنْكِحُهَا فهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليهِ ))

أعتبر الكثير من علماء هذا الدين أن هذا الحديث هو مدار هذا الدين كله فرُويَ عنِ الشَّافعيِّ 

أنَّهُ قال : هذا الحديثُ ثلثُ العلمِ ، ويدخُلُ في سبعينَ باباً مِنَ الفقه.

وعَنِ الإمام أحمدَ قال : أصولُ الإسلام على ثلاثة أحاديث: حديث عمرَ 

: (( الأعمالُ بالنيات )) ، وحديثُ عائشة : (( مَنْ أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليس منهُ ، فهو ردٌّ )) ، وحديثُ النُّعمانِ بنِ بشيرٍ : (( الحلالُ بيِّنٌ ، والحَرامُ بَيِّنٌ ))
فاذا كانت النيه بهذه الأهميه, فما هي النيه؟....
فاعلم أنّ النيَّةَ في اللُّغة هي نوعٌ من القَصدِ والإرادة ،
والنية ليست مجرد لفظ باللسان... كما تقول (اللهم إني نويت كذا وكذا) ولا هي حديث نفس فحسب (يعني نفسي أعمل حاجه ولكن لم يتولد عندي الهمه اللازمه لانفاذها)، بل هي انبعاث القلب نحو العمل الموافق لغرض صحيح من جلب نفع أو دفع ضر حالاً أو مآلاً.
والنيةُ في كلام العُلماء تقعُ بمعنيين :

أحدهما : بمعنى تمييز العباداتِ بعضها عن بعضٍ ، كتمييزِ صلاة الظُّهر مِنْ صلاةِ العصر مثلاً ، وتمييزِ صيام رمضان من صيام غيرِه ، أو تمييز العباداتِ مِنَ العادات ، كتمييز الغُسلِ من الجَنَابةِ مِنْ غسل التَّبرُّد والتَّنظُّف ، ونحو ذلك ، وهذه النيةُ هي التي تُوجَدُ كثيراً في كلامِ الفُقهاء في كتبهم .


والمعنى الثاني : بمعنى تمييزِ المقصودِ بالعمل ، وهل هو لله وحده لا شريكَ له ، أم غيره ، أم الله وغيرُه ، وهذه النيّة هي التي يتكلَّمُ فيها العارفُونَ في كتبهم في 

كلامهم على الإخلاص وتوابعه ، وهي التي تُوجَدُ كثيراً في كلام السَّلَفِ المتقدّمين


و عليه, فانّ صلاحَ العمل وفسادَه بحسب النِّيَّة المقتضيةِ لإيجاده ، وأنّ ثوابَ العاملِ على عمله بحسب نيَّتِه الصالحة ، وأنَّ عقابَه عليه بحسب نيَّته الفاسدة ، وقد تكون نيَّتُه مباحة ، فيكون العملُ مباحاً ، فلا يحصل له به ثوابٌ ولا عقابٌ ، فالعملُ في نفسه صلاحُه وفسادُه وإباحَتُه بحسب النيّة الحاملةِ عليه، المقتضية لوجودِهِ.

وروى عن عُمَر ، قال : لا عَمَلَ لِمَنْ لا نيَّةَ له ، ولا أجْرَ لمَنْ لا حِسْبَةَ لهُ ، يعني : لا أجر لمن لم يحتسبْ ثوابَ عمله عندَ الله عز و جل .

و عن ابنِ مسعودٍ ، قال : لا ينفعُ قولٌ إلاَّ بعملٍ ، ولا ينفعُ قولٌ وعملٌ إلاَّ بنيَّة ، ولا ينفعُ قولٌ وعملٌ ونيَّةٌ إلاَّ بما وافق السُّنَّةَ .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً
و قَالَ أيضا إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا

وعن يحيى بن أبي كثير ، قال : تعلَّموا النِّيَّة ، فإنَّها أبلغُ من العَمَلِ

فإذا أصلح العبد نيته لله فإن حركاته وسكناته ونوماته ويقظاته إذا ابتغى بها وجه الله ونوى النية الحسنة فيها تحتسب خطوات إلى مرضاة الله.

وقد يعجز الإنسان عن عمل الخير الذي يصبو إليه لقلة ماله أو ضعف صحته أو لأي سبب من الأسباب الخارجة عن إرادته وهو في نيته عمل ذلك لو استطاع إليه سبيلاً، فيجازيه الله بحسب نيته.

وقد يرفع الله الحريص على الإصلاح إلى مراتب المصلحين والراغب في الجهاد إلى مراتب المجاهدين، والمتطلع إلى الإنفاق إلى مراتب المحسنين الباذلين لأن بعد هممهم وصدق نياتهم أرجح لديه من عجز وسائلهم.



فليحرص الإنسان على فعل الخير والسعي إليه وتمني فعله أو المشاركة في فعله بنية صادقة وليس تمنيًا كاذبًا بدون سعي إليه ورغبة فيه.



وقد قال قائل: دلوني على عمل لا أزال به عاملاً لله تعالى فقيل له: انوِ الخير، فإنك لا تزال عاملاً وإن لم تعمل، فالنية تعمل ولو عُدم العمل.



وكذلك النية السيئة إذا هم بها الإنسان وعزم على فعلها أو تمنى فعلها ولكن لم يقدر على ذلك لمانع خارج عن قدرته وإرادته فإنه في هذه الحالة تكتب عليه سيئات المعاصي التي تمنى فعلها إذا قدر عليها.



يقول -عليه الصلاة والسلام-: الناس أربعة: رجل آتاه الله عز وجل علمًا ومالاً فهو يعمل بعلمه في ماله فيقول رجل لو آتاني الله تعالى مثل ما آتاه الله لعملت كما عمل، فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه مالاً ولم يؤته علمًا فهو يخبط في ماله، فيقول رجل لو آتاني الله مثل ما آتاه عملت كما عمل، فهما في الوزر سواء ,رواه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن صحيح



فأثيب ذو النية الصالحة بثواب العمل الصالح وهو لم يعمله، ووزر صاحب النية الفاسدة بوزر صاحب العمل الفاسد وهو لم يعمله، وكان مرد ذلك إلى النية وحدها.

وعن زُبَيدٍ اليامي ، قال : إنِّي لأحبُّ أن تكونَ لي نيَّةٌ في كلِّ شيءٍ ، حتى في الطَّعام والشَّراب ، وعنه أنَّه قال : انْوِ في كلِّ شيءٍ تريدُه الخيرَ ، حتى خروجك إلى الكُناسَةِ 
وعن داود الطَّائيِّ ، قال : رأيتُ الخيرَ كلَّه إنَّما يجمعُه حُسْنُ النِّيَّة ، وكفاك به خيراً وإنْ لم تَنْصَبْ .
و قال داود : والبِرُّ هِمَّةُ التَّقيِّ ، ولو تعلَّقت جميع جوارحه بحبِّ الدُّنيا لردَّته يوماً نيَّتُهُ إلى أصلِهِ .

الأفعال والأقوال المباحة كثيرة جدًا، وإذا لم يقصد بها العبد النية الصالحة فإنها لن تعود عليه بالنفع الآخروي، فإذا أحسن المكلف القصد والتوجه حين القيام بها فإن هذه الأعمال من المطعم والمشرب والنوم والمتاجرة والصناعة تصبح ثروات تنفعه عندما يقدم على ربه يوم القيامة لأن النية الصالحة تحيل العادات إلى عبادات، ولذلك حث العلماء ورغبوا في استحضار النية عند المباحات والعادات ليثاب العبد عليها ثواب العبادات مع أنه لا مشقة علينا في القيام بها، بل هي مألوفة للنفس، مستلذة، وهذا من عظيم سعة رحمة الله وكبير منته أن أباح لعباده الطيبات التي يشتهونها ثم بعد ذلك يثيبهم عليها بحسن نياتهم



ناخد مثال لان الامثله بتوضح اكثر...

واحد كل يوم الصبح يقوم يفطر ... ممكن تكون نيته وهو بيفطر انه يتقوى على العبادة و العمل ... فهنا نيته صالحة ويثاب عليها ... وممكن يكون نيته تقوية جسده لاستخدامه فى ظلم الناس و أكل حقوقهم فيكون العمل فاسد ويعاقب عليه ...والحالة الثالثة انه من باب العادة دون ان يفكر فى أى هدف أكثر من إشباع جوعه  .. وهذه حالة عمل مباح لا يثاب و لا يعاقب عليه ...

الخلاصة .. ان النية هى التى تحدد الوجهة التى يصل اليها العمل وكذلك عائد هذا العمل على الانسان من نفع او ضرر او لا شىء يعني هباء منثورا ...

وهنا يجب ان ننتبه ان النية التى تحدد العائد من العمل على الانسان بغض النظر عن النجاح او الفشل يعنى ايه ؟

أنا حاولت اصلح بين اتنين متخاصمين وكانت نيتى لله وعملت أقصى ما فى وسعى ولكن مشيئة الله لم تكن ان يتم الصلح عن طريقى ...ففي هذه الحالة عملى صالح وأثاب بكامل الاجر على قدر مشقتى لأن الأجر على قدر النية و المشقة ..

واعلم ان النية الصالحة شرط فلاح أعمالك ورضاء الله عنك .
فكل عمل يقوم به المرء انما يكون له الثواب اذا ماتوفرت له النية الصالحة .. فشرط نجاح الاعمال الاخلاص .. و الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه وانتبه الى ان الاخلاص المطلوب يجب ان يستمر طوال فترة آدائك للعمل : فقد تبدأ عملا بنية صالحة ثم يطرأ عليك أثناء أدائه أغراض غير وجه الله . فاسأل نفسك عن أي فعل تقوم به هل هو لله تعالى أم لغير الله ؟ وهل يتطابق عملك مع شرعه ؟ وتأكد بالمراجعة و المحاسبة من عدم دخول أغراض أخرى أثناء آدائك للعمل والا فاستغفر الله تعالى وتب اليه ( اللهم انى استغفرك من كل عمل قصدت به وجهك فخالطنى فيه غيرك )
 وارجع جدد نيتك واصلحها واستمر فى أداء العمل واياك ان تتوقف عن فعل الخير بدعوى ان النية لم تعد صالحة فهذه خدعة شيطانية تتلف الهمة ....
فعن سفيانَ الثَّوريِّ ، قال : ما عالجتُ شيئاً أشدَّ عليَّ من نيَّتي ؛ لأنَّها تتقلَّبُ عليّ,
 وعن يوسُفَ بن أسباط ، قال : تخليصُ النِّيةِ مِنْ فسادِها أشدُّ على العاملينَ مِنْ طُولِ الاجتهاد,
 وعن مطرِّف بن عبدِ الله قال : صلاحُ القلب بصلاحِ العملِ ، وصلاحُ العملِ بصلاحِ النيَّةِ
لو فكرنا قليلا في عمليه مراقبه النيه و تصحيحها و تجديدها...ما معناها  وما نتيجتها؟..اذا كنت اثناء ادائي اي عمل متيقظ و واعي و مدرك لله و كونه حاضري و ناظري و شاهد علي في كل وقت و كل حال... ستكون النتيجه هي دوام حضوري مع الله واذا حدث ذلك ستكون مهمه الشيطان في اغوائي اصعب عليه لاني ساكون اقل نسيانا ونتيجه لهذا الحضور مع الله سيزيد ادراكي ويقيني بكونه معي و معيني وذلك سبيلي لمقاومه النسيان و ضعف العزيمه وهما من نقاط ضعف بني ادم الرئيسيه كما أ وضح ذلك سبحانه و تعالي في قوله وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا
ومع الاستمرار في مراقبه النيه وتصحيحها يزداد الاخلاص ويبدأ العبد بادراك العلاقه الشخصيه بينه و بين ربه. فاذا ادرك العبد هذه العلاقه توكل علي الله و استعان به ووثق به وبتدبيره وانه خير محض  فاذا ثبت ذلك في قلبه أدرك شيء من معني قوله سبحانه و تعالي (اياك نعبد واياك نستعين) و من معناها ان تدرك انك تعبد الله بالله وهذا من سابق احسانه اليك اذ خلقك ثم هداك الي الايمان به ثم وفقك لعمل الصالحات بنيه خالصه لوجهه ثم يثيبك علي ذلك
قال ربكم ادعوني استجب لكم

الحمد لله رب العالمين والصلاه و السلام علي افضل الخلق أجمعين اللهم صلي وسلم وبارك عليه و علي اله و صحبه أجمعين و التابعين
قالُ الله تعالي  : } فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً
و عنِ النَّبيِّ ، قال : (( إنَّ الله عز و جل يقول : أنا خيرُ شريكٍ ، فمن أشركَ معي شريكاً ، فهو لشريكي . يا أيُّها النَّاسُ أخلِصوا أعمالَكُم لله عز و جل ؛ فإنَّ الله لا يقبلُ مِنَ الأعمالِ إلاَّ ما أُخْلِصَ لَهُ ، ولا تقولوا : هذا للهِ وللرَّحِمِ ، فإنّها للرَّحِم ، وليس لله منها شيءٌ ، ولا تقولوا : هذا لله ولوجُوهِكُم ، فإنَّها لوجوهكم ، وليس لله فيها شيءٌ))
اعلم اخي الكريم ان الاعمال ثلاثه من حيث النيه
عمل (مشروع) بدا بنيه خالصه لله و ظلت النيه كذلك الي نهايته  فهو باذن الله مقبول و يثيب الله فاعله و هذا حال العباد المخلصين اللهم اجعلنا منهم
و الثاني عمل بدا بنيه لغير الله ( ايا كانت..سمعه...حميه...غضب...) فلا يقبله الله ولا ثواب فيه و ان كان مخالفا لشرع الله فان فاعله ياثم وهذا حال العصاه ..أعاذنا الله و اياكم ان نكون منهم
و الثالث عمل مشروع بدا بنيه صحيحه لله و لكن اثناء ادائه اختلطت النيه فيه باي شيئ لغير الله فهذا العمل يحتاج لتصحيح النيه فيه ويتقبله الله بكرمه و فضله و عفوه و يثيب فاعله بقدر الاخلاص فيه ... ويعفو عن كثير....وهذا حال معظم المسلمين الهم اجبر نقصنا و اجعلنا من عبادك المؤمنين المقربين المخلصين الذين ليس للشيطان عليهم سبيل...

الدعاء