Friday, November 9, 2012

رقم (4) الإضطرار في الدعاء بتاريخ 11/11/2011

الإضطرار في الدعاء

4- (11-11-2011)
الحمد لله رب العالمين خالق الاكوان جميعا خلق الانسان من صلصال كالفخار و خلق الجان من قبل من مارج من نار, يثيب المؤمن صادق نيه الخير  خيرا وان لم يعمل بها بكرمه و علمه, و يثيب من تورع عن السوء ايضا خيرا بعفوه و علمه وكرمه, سبق منه الاحسان لكل خلقه مع علمه السابق بصالحهم وطالحهم, اللهم صلي و سلم و بارك علي خير خلقه اجمعين سيدنا و مولانا محمد و علي اله و صحبه اجمعين
اما بعد...
تكلمنا في جمعات سابقه عن الدعاء وان اهم شيئ في الدعاء هو صدق الاخلاص والتوجه الي الله بوعي و ادراك لقدرته و كماله و غناه و في نفس الوقت عجزي و نقصي وفقري و ثقتي في الاجابه سواء عاجلا في الدنيا بالشكل و التوقيت الذي يراه الله لي مناسبا في الدنيا او يؤجله لي في الاخره مدركا و واعيا لكونه سبحانه و تعالي خيرا محض. ونكمل بتوفيقه في نفس الموضوع ولكن هذه المره نسوق بعض الامثله لاظهار مدي تاثير الدعاء اخذين في الاعتبار حال الداعي ولكن وجب علينا التنبيه علي بعض النقاط الهامه جدا:
1-سنورد الروايات المذكوره في الكتب المعروفه وذلك فقط لمنع التشكك فيها و لكن المهم جدا في هذه النقطه اننا يجب ان نوقن ان ما جاز او حدث مع اول هذه الامه يمكن بالتاكيد ان يحدث مع اخرها ذاكرين حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ. الكلام ده يعني ايه...المقصود هنا اننا لما نسمع هذه القصص الموثقه و الصحيحه نعتبرها امثله يمكن اتباعها و ليست كلام كتب قديمه زي ما كتير من الناس بتقول او ان واحد يقول احنا فين و الناس دي فين الي اخر هذه النوعيه من الكلام السلبي الذي يهدم ولا يبني
2-اجابه الدعاء لا تشترط ابدا ان يكون الداعي من الاولياء و الصالحين نعم ان يكون الداعي رجل صالح فهذا احد اسباب الاجابه و لكنه ليس شرط لازم للاجابه و نثق في ان دعاء من صدق في اضطراره مجاب باذن الله و فضله حتي لو كان الداعي ليس من الاولياء
3-نسمع عن روايات مشابهه كثيره من من حولنا في هذه الايام و من اناس يوثق فيهم و موجود كثير منها في كتب منشوره لاعلام في هذا الدين واعلام في الدنيا ايضا ولكن لن نورد ايا منها منعا لفتح اي نقاشات جانبيه تخرجنا عن اصل الموضوع
 الروايه الاولي:
 عن أنس ، قال : كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا معلق ، وكان يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق ، وكان ناسكا ورعا ، فخرج مرة فلقيه لص مقنع بالسلاح فقال له : ضع ما معك فإني قاتلك ، قال : ما تريد إلا دمي شأنك بالمال ، قال : أما المال فلا فلست أريد إلا دمك ، قال : أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات ، قال : صل ما بدا لك ، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات وكان من دعائه في آخر سجدة أنه قال : يا ودود يا ذا العرش المجيد ، يا فعالا لما تريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام ، وملكك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني ، ثلاث مرات قال : دعا بها ثلاث مرات فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه ، فلما أبصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه فقال : قم ، قال : من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله تعالى بك اليوم ؟ قال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة ، دعوت الله بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجيجا ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل : دعاء مكروب ، فسألت الله عز وجل أن يوليني قتله ، قال أنس : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أم غير مكروب
لابد و ان ننتبه ان هذه القصه حدثت بين شخصين في صحراء احدهما مسلح و الاخر اعزل طبعا هذا الوضع اعان الداعي في تمثل حال الاضطرار لانه لم يكن له اي تصرف او تدبير او فعل فلم يري غير الله و لكن كون الشخص صالح يثبته عند البلاء ويذكره بطلب العون من الله والتوجه اليه حيث يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياه الدنيا و الاخره حيث قال تعالي" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" اقرب مثال لذلك ما يحدث للانسان الصالح من التثبيت  عند سؤال الملكين في القبر او و العياذ بالله الارتباك و النسيان الحيره و الرعب الذي يحدث للضال او الكافر و كل علي قدره قال تعالي " وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" من هنا نقدر نفهم الفرق بين تصرف الصالح و الطالح و ان الطالح قد لا يوفق في الدعاء و لكن الاجابه مضمونه كما اوضح ذلك الفاروق سيدنا عمر حين قال "لا احمل هم الاجابه و لكن احمل هم الدعاء" يقصد ان المهم هو التوفيق في الدعاء حيث ان الاجابه مضمونه
الروايه الثانيه:
جاءت امرأة إلى العالم بقىّ بن مخلد, فقالت :إن ابني في الأسر ولا حيلة لي!! فلو أشرت إلى من يفديه فاننى والهة
قال: نعم فانصرفي ! حتى انظر في أمره ثم اطرق (وحرك شفتيه )ثم بعد مده جاءت المرأة بابنها؟
فقال : كنت في يد ملك فبينا إنا في العمل سقط قيدي!! قال: فذكر اليوم والساعة فوافق وقت دعاء الشيخ ؟؟
قال: فصاح علىّ المرسم بنا ثم نظر وتحّير! ثم احضر الحداد وقيدني فلما فرغ ,ومشيت سقط القيد فبهتوا ودعوا رهبانهم فقالوا: إلك والدة ؟
قلت: نعم!
قالوا: وافق دعاءها إجابة !! فزودوني وبعثوا بىّ
القصه دي بتوضح كيف يتحقق الولي بالاضطرار و اللجوء لله في كل ما يريد حتي لو كان الموضوع لا يخصه شخصيا ولكنه مدرك و واعي تماما لربه و يطلب منه ما يريد و هو مضطر له و واثق في اجابته
قال الرسول صلي الله عليه وسلم " من فتح له باب الدعاء فتح له باب من ابواب الرحمه" ومن اقوال العلماء و الاولياء " اذا فتح لك باب المساله فاعلم انه "اي الله" يريد ان يعطيك" و قالوا ايضا "اذا نطق اللسان بالدعاء فاعلم ان المجيب سبحانه و تعالي يريد ان يعطيك"
قال ربكم ادعوني استجب لكم....

الحمد لله فاطر السماوات و الارض مرسل السحاب بالخير لمن اراد و مرسله ايضا بالعقاب علي من اراد ارسل لنا احب رسله صلي الله عليه وسلم باكمل شريعه وارتضاها لنا و وعدنا بكرمه و عفوه كرامه لاحب رسله واكملهم صلي الله عليه واله وصحبه وسلم
قال تعالي في الحديث القدسي الذى يدل على حب الله لمن يدعوه يقول تعالى " ياجبريل أدعانى عبدى فيقول نعم يارب فيقول ياجبريل اخر مسالته فانى احب أن أسمع صوته"
هل قابلت اي شخص في الدنيا يسعد بكثره طلباتك منه؟ لا اظن ان هذا الشخص موجود حتي المثل البلدي بيقول اذا كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله, لانه لا يوجد انسان يتحمل كثره سؤاله لكن الله يحب ان يسمع دعاء عبده لان الدعاء هو اعتراف من العبد بالعبوديه و اعتراف لله بالربوبيه بل اعتراف باسماء الله الحسني وصفاته فقد قال تعالي في الحديث القدسي "كنت كنزا مخفيا فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني" فالدعاء هو معرفه لله معرفه لكرمه, لاجابته, لوهبه, لعطائه, لعلمه والله يبغض العبد الذي لا يدعوه لانه لا يقدر لله حق قدره حتي ان الله ليبتلي العبد ليلجئه اليه ليتعرف عليه قال تعالي " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ" وقال " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
من المعاني المهمه جدا في الايات السابقه ان ترك الدعاء و التضرع لله هو احد اسباب البلاء و العقاب لان ترك الدعاء هو كبر علي الله وفي الحديث القدسي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (يقول الله : العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ، ولا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان"
نوجز بعض اسباب استجابه الدعاء مما ورد, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء"
وقال " اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوه" ومن حديثه صلي الله عليه وسلم" انه ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك" بمعني ان المسافر المتواضع اكل الحلال الملح في الدعاء الذي يتحري الحلال في كل شيئ تستجاب دعوته
التوسل الي الله بالاعمال الصالحه التي وفقك الله اليها من اسباب الاجابه كما ورد بقصه الثلاثه الذين حبستهم الصخره في كهف فتوسل كل واحد منهم بعمل عمله خالصا لله ففرج الله عنهم
استغلال حال المرض و الضعف و الانكسار و قله الحيله وكل ما يورث الاضطرار و نطلب من كل من هو في هذه الاحوال ان يدعو لنا و خاصه بالغيب
تحري اوقات الاجابه مثل ليله القدر و الثلث الاخير من الليل و يوم عرفه و بعد كل صلاه و بين الاذان و الاقامه و في رمضان و قبل افطار الصائم و وقت نزول المطر و اثناء السجود حيث يكون العبد اقرب ما يكون الي ربه طبعا لانه ساجد متواضع و خاضع لله و بعد ختام القران وفي كل جمعه ساعه اجابه ندعو الله ان تكون تلك الساعه

No comments:

Post a Comment