Friday, November 9, 2012

رقم (16) "فنسي و لم نجد له عزما"- عيوب آدم وعلاجها جزء 1 بتاريخ 9/11/2012

خطبة جمعة عن عيوب آدم و وراثة الذرية من بعده و علاجها

(9-11-2012)- 16

9-11-2012.
الحمد لله خلق الأكوان... الحمد لله خلق الإنسان لخلافته في الأرض...ولكنه خلقه في أحسن تقويم و أسكنه الجنة... فرأي أدم الجنة... وعاش فيها... وأكل من شجرها كله إلا واحدة بعهد ربه إليه...فخبرها كلها ...فعلمها علم اليقين مما علمه الله بالنفخة... ورآها عين اليقين ...وبحياته فيها علمها حق اليقين... فطبعت الجنة بكل حبه لها في قلبه و قلب زوجه ... وورث كل ذريته معرفة الجنة... وحبها... ورغبة العودة إليها... و إمكانية التصديق غيبا بوجودها...  ولما تم مراد الله من معرفة آدم وزوجه للجنة... سمح الله بوسوسة إبليس اللعين لآدم...الذي نسي و لم يكن له عزما...  فعصي آدم ربه فغوي...وأكل من الشجرة الباقية...فرد إلي أسفل سافلين... فطرد الي الأرض... وأرسل الله إلي بني آدم الرسل تتري رحمة بهم ... وحبا لهم...فكانت مهمة هؤلاء الأنبياء كلهم إعادة بني أدم لأحسن تقويم... ليعودوا إلي الجنة اللتي عرفها لهم من قبل ... ثم ختم الله الرسالة و البشارة و النذارة ... بالخليفة الحق... سيدنا و نبينا ومولانا محمد صلي الله عليه وآله وصحبه وسلم... وإكراما له ولأمته ... ودونا عن سائر أمم الأنبياء من قبله... عرج الله به صلي الله عليه وآله وسلم الي الجنة... ليذكر الله أمته من بعده بالجنة مرة أخري ... بعد أن عاشوا فيها أول مرة في ظهر أبيهم آدم... فتكون أمته صلي الله عليه وسلم أقرب عهدا بالجنة وذكراها... ليسهل عليهم الإشتياق لها... و العمل للوصول إليها مرة أخري... اللهم صلي و سلم و بارك عليه و آله... صلاة تقبلنا بها عندك... و تعيدنا ببركتها إلي أحسن تقويم... و تدخلنا بها الفردوس و عليين...
أما بعد... كلنا يعلم قصة خلق أبينا آدم... وحياته في الجنة هو وزوجه...ثم معصيته وهبوطه الي الأرض... وسمعنا كلنا عن الجنة و جمالها و كمالها من الآيات و الأحاديث... وأن بها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر...وإشتقنا جميعا لدخولها... وفي نفس الوقت ... سمعنا أيضا عن النار و شدة حرارتها ... و عذابها ...و سوء رائحتها... ونكالها... ولا يوجد أي شخص لا يتمنى البعد عنها و تجنبها...و لكن الغريب في الموضوع ...أنه بالرغم من كل ذلك... فإننا نقع في الذنوب... ولا نفعل المأمورات ... و هذا يبعدنا عن الجنة و يقربنا من النار... فما سبب هذا التناقض الواضح بين ما نتمني و ما نفعل...؟ ليه كل واحد فينا نفسه يدخل الجنة.... لكن ... ما نفعله في الواقع هو أبعد ما يكون عن ذلك!!...يعني زي ما بيقولوا... أسمع كلامك أصدقك... وأشوف أمورك أستعجب...
عايزين نحاول نفهم السبب في ضعف الإنسان عن الخير مع علمه بفائدته.. و إسراعه إلي الذنوب مع علمه بسوء عاقبتها... عايزين نحاول نفهم السبب من الأيات و الأحاديث.
·       قال تعالي "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" الأيه هنا بتقر بوضوح عيبين أساسيين في أدم منذ خلقه الله... بس قبل ما نتكلم عن عيوب أدم اللي هيه سبب التناقض بين ما يتمني و بين ما يفعل حقيقة... لازم نذكر بعض الحقائق اللتي يعلمها الجميع ولكن نذكرها الآن لتكون واضحه فالذكري تنفع المؤمنين.
·       خلق الله آدم و به نقص و عيوب
·   نقص أدم وعيوبه ليست نقصا في قدرة الله لأن الله أراد هذا النقص و تلك العيوب ولو أراد الله أن يخلق آدم كاملا ـ كما خلق الملائكة مثلا ـ لفعل ، ولكن المراد لآدم : أن يكون به عيوب و نقص
·   عيوب و نقص بني آدم هي التكليف (أو الإختبار) الذي كلف الله كل إنسان في حياته علي الأرض .. وهذا التكليف : أن يحاول كل مِنّا التخلص من العيوب و النواقص في تركيبه ليعود لصورة (أحسن تقويم) مرة أخرى .. وهي الصورة التي كان عليها في الجنة (شرح الإختبار)
·   طب لو كان حصل العكس : كان يبقى ده معناه إيه ؟.. يعني لو إن الإنسان ربّنا خلقه كامل بدون أي نقص أو عيب : فمعنى كده إيه ؟.. معناه : إنه لن يخطئ ، ولن يتكاسل عن فعل الخير والصالحات والطاعات .. يعني سيكون كالملائكة .. يبقى في الحالة دي : أين الاختبار ؟.. ولوما كانش في اختبار : يبقى إيه معنى الحساب ؟.. يبقى ما فيش داعي لوجود : لا حساب ، ولا جنة ، ولا نار....
·   وحيث أن ظروف و مشاكل كل شخص تختلف عن الآخر يكون الإختبار في هذه الحياة الدنيا لكل شخص مختلف عن الآخر... و عشان كده قال أهل العلم تعدّدت الطرق إلي الله بتعدد أنفاس الخلائق...(شرح النقطة كلها)
     وعشان ربّنا يساعد كل إنسان : إنه يصلح نفسه ويقوِّم عيوبه ويكمِّل نواقصه : أرسل الله الأنبياء و الرسل بالتعاليم و الشرائع لتكون دليلا لبني آدم للرجوع للجنة... قال تعالي "قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ .. فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى .. لمّا تجيلكو رسالاتي عشان تهديكو ، وتبيّنلكو سبيل الرجوع إلى الجنة مرة أخرى .. فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى " .
·   لا يوجد طريق إصلاح لبني آدم غير إتباع أنبياء الله وشرائعه والعمل بها... وأي كلام عن أي شيئ آخر ...زي الأخلاق فقط بدون شرع... الحب.... الضمير.... القانون الوضعي... العرف... الذوق العام.... حقوق الإنسان...  وما إلي ذلك كله فهو ضلال و هوي و خدعة ووهم... طبعا ما كان في هذه الأشياء موافقا لشرع الله فلا غبار عليه... ولكن خلي بالك هنا من خدعة شيطانية مهمة جدا جدا جدا...
·   إيه الخدعة؟! الخدعة هي تحويل عمل الخير الي أي شيئ لا يشمل النية الخالصة لله ... ليتحول من عبادة إلي عادة بدون نية..!!! نوضح بمثال عشان نفهم...الصدقة مثلا ... إنك تتصدق بأي شيئ تملكه (مال ... جهد... وقت) وتقدمه لمن يحتاجه مبتغيا بذلك مرضاة الله و ترجو ثوابه بهذا العمل... وهنا يكون العمل من الدين ويثيبك الله عليه بكرمه... ممكن بقي ييجي الجماعة بتوع حقوق الإنسان و يقولوا لك إنت لازم تساعد المحتاج من باب التكافل... تقليل الجريمة... المنفعة العامة...المظهر العام للمجتمع ...الذوق... الأخلاق...الخ ومع إن كل الكلام ده قد يكون مقبولا و لا يخالف الشرع ظاهريا... ولكنه عمل لغير وجه الله... فلا ثواب عليه... لأن النيه و التوجه لله أهم جزء في الوصول لثواب الله و قبوله و مرضاته...وشوية شوية يبتدوا يقولوا كل واحد له دينه بينه وبين ربه... و الدين في القلب بس ... والمجتمع هو المهم...وتكون نتيجة عملك في الآخر هباء منثورا... مش معني الكلام ده إن إحنا لا نشارك في أي عمل ينفع المجتمع... بل علي العكس يجب أن نشارك و بجدية و لكن مع إخلاص النية لله وحد... ودوام مراجعة النية
· نرجع بقي تاني لموضوعنا الرئيسي وعيوبنا التي ورثناها من أبينا آدم... قال تعالي "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" الأيه هنا بتقر بوضوح عيبين أساسيين في آدم منذ خلقه الله... العيب الأول هو النسيان...و ده السبب الأول لكل مصيبة بنعملها... إزاي... بنعمل الذنب و ناسيين ساعتها العقاب خلي بالك إن النسيان ده درجات ... يعني إيه؟... مفيش حد بينسي الجنة و النار تماما... لكن الفكرة بتخبو... ووضوحها بيقل...كأنها كده في الظل... بتروح بعيد...مش منتبه لها أوي... وعلي قدر تعلقي بحلاوة الذنب اللي انا عاوز أعمله بيغطي علي أي حاجة تانية... أكيد كل واحد فينا يقدر كده يفكر في ذنوبه و حاله بيبقي عامل إزاي قبل ما يعمل الذنب و بيرتب له...
· بيتهيألي كده نقدر نفهم كلمه ذكر الله اللي بنتكلم عليها من أكثر من سنة ممكن تأثيرها يكون إيه علي الإنسان...كلمات الذكر ... التسبيح... التحميد...التهليل... كل الحاجات دي المداومة عليها كأنها بتجيب ذكر الله وأوامره و نواهيه قدام عيني دائما... وبالتالي (حبه ، وخوفي منه) يبقوا قدامي واضحين أوي و ما يروحوش بعيد في الظل .. والعكس : الغلط هوّ اللي يروح في النسيان و يخفت...ويبعد... كما يباعد الله بين المشرق و المغرب زي ما كلنا بيدعوا في دعاء الإستفتاح في الصلاة...
· نرجع تاني لموضوع عيوب آدم... إتكلمنا عن النسيان... الجزء الثاني من الأيه بيقول "وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" .. يعني إيه؟... يعني ماقدرش يصمد ... لم يتحمل ... ما قدرش يواظب فترة طويلة... ما عندوش الإرادة القوية إنه يصبر علي ما يكره فترة طويلة...ما عندوش القدرة علي الإستمرار... ممكن نختصر كل المعاني دي في مثال صغير جدا في الأغلب كلنا جربناه كتير اوي...ممكن جدا واحد فينا راح حضر درس في مسجد و لا سمع كلمتين في الدين وفوائد العمل الصالح...تحمس جدا... وقرر بينه وبين نفسه إنه يعمل عمل معين و يواظب عليه كل يوم... مثلا قال أنا هأرقرأ كل يوم جزء قرآن.... أول يوم عمل اللي عاهد الله عليه... تاني يوم عمله وهو مستثقله... ثالث يوم قال هأقسم الجزء علي اتنين نص الصبح و التاني بالليل...رابع يوم بدأ يكسل...ففوته وقال بكرة سأقرأ الجزئين بإذن الله...أول مرة عرف يقرأ الجزئين سويا...تاني مرة إستثقلهم... طيب فوت المرة دي و مش هأعملها تاني.... خلي بالك ظهرت هنا مشكلة ثانوية تانية مرتبطة بالنسيان و ضعف العزيمة...إسمها التسويف... أو الأمل... أو بمعني أدق طول الأمل... عشان منخرجش من الموضوع دلوقت هنتكلم عليها في آخر الخطبة...
·        و هكذا بعد إسبوعين كان الموضوع ضاع  في النسيان و قلة العزم...و الأمل
· يبقى (النسيان) : ضيع الدافع علي العمل سواء رجاء الثواب أو خوف العقاب... والمشكلة التانية (قلة العزم) : أضاعت تحمل المشقة و الصبر علي الطاعة... وعشان كده قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ" يعني إعمل حاجة صغيرة بس دائمة : أحسن بكتير من حاجة كبيرة لا تستطيع المواظبة عليها... الحاجة الدائمة كأنها بتتحفر جواك و ده بيساعد علي الإستمرار...المداومة بتساعد في التغلب علي النسيان...و التدرج في العمل والإستمرار يساعد علي التغلب علي ضعف العزيمة.. خلي بالك... إحنا قلنا إن تعليمات الرسل هي الطريقة لإصلاح عيوبنا...
· نرجع تاني للأية...ماذا نسي آدم أول ما نسي؟؟؟  قال تعالي " وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ " أول ما نسي آدم تحذير الله له أن الشيطان عدو مبين... و كانت دي بداية المشكلة.... لما نسي إن الشيطان عدو... سمع له و صدقه.
· النصف الثاني " ولم نجد له عزما " ... لم يستطيع آدم المواظبة علي الإمتناع عن الأكل من الشجرة... أو لم يستطيع الإستمرار في الصبر علي الطاعة.... وخلي بالك هنا من إن عملية الأكل من الشجرة هي في الحقيقة خليط من المشكلتين اللي عند آدم...لأن مشكلة النسيان خلت فكرة النهي الإلهي عن الأكل من الشجرة تخفت مع الوقت...و يقل تأثر أدم بهذا النهي و إستجابته التامة له...بمعني آخر دخول آدم في حالة الغفلة ... فهو لم ينسي الأمر بالكامل ولكنه كان غافلا عنه... حتي إن الآية تذكر أن الشيطان نفسه ذكر لهم الأمر الإلهي بالنهي عن الأكل من الشجرة ..." وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ " و لو أخدنا معاها الآية " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى" هنفهم موضوع الغفلة ده
قال ربكم إدعوني أستجب لكم...

الحمد لله خلق الإنسان عالما به ظاهرا و باطنا... خلقه بعيوبه و أعده للكمال ... خلق النفس بأمراضها و أرسل رسله لها أطباء... يثيب كل إنسان علي قدر نيته و إجتهاده و مشقته... لا علي نتيجة كَدِّه... مخالفا فعل البشر الذين يثيبون علي قدر النتيجة فقط... أيا كنت النية أو العناء....اللهم صلي و سلم وبارك علي طبيب أطباء النفوس...هادي خلق الرحمن و قائدهم للوصول للكمال... ليعودوا إلي أحسن تقويم...و ليكونوا من الناجين سيدنا و شفيعنا الذي يكمل نقصنا في الآخرة بالشفاعة بعد أن أدي الأمانة في الدنيا بالتوجيه و الإرشاد وعلي آله و صحبه وسلم...أما بعد...
ذكرنا في الخطبة الأولي شيئا من معاني قوله تعالي "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا" و ذكرنا بعض ما فيها من توضيح لمشكلة بني أدم التي تعوقهم عن الوصول لأحسن تقويم... ولإكمال هذا الموضوع لابد من ذكر آيتين آخريتين...الأولى قوله تعالى : وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ " ..   والآية الثانية " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى".. الآيتين دول بيوضحوا باقي العيوب الرئيسية لبني آدم... اللي طبعا كلنا و رثناها...ولكن ورث كل واحد مختلف ... يعني الخلطة اللي ورثها كل واحد منّنا من العيوب مختلفة... ولما العيوب دي بتتخلط بنسب مختلفة بتطلع عيوب شكلها جديد خالص  كإنها عيوب تانية خالص .... و ده اللي بيخلي إصلاح تلك العيوب محتاج طبيب للأنفس مُجَرِّب... وفاهم... و عنده علم من الله... وده اللي بيسموه شيخ مربي...سنتحدث بإذن الله بالتفصيل بقدر ما يوفقنا الله ... ولكن لأهمية الموضوع... و قلة الوقت سنكمل بإذن الله المرة القادمة... ولكن قبل أن ننهي اليوم هنتكلم في نقطة مهمة و مرتبطة بالموضوع...اللي هيّ (التسويف) زي ما قلنا في الخطبة الأولي...
· التسويف ده مثال واضح : لاندماج أكثر من عيب ، بحيث يطلـّعوا عيب جديد مختلف .. ازّاي ؟..
· التسويف ده :عبارة عن جزء كبير من ضعف العزيمة .. ليه ؟.. لأنه عبارة عن صورة للهروب من الحاجة اللي انت مُكلّف بيها ، أو الحاجة اللي انت لازم تعملها .. والهروب ده بيقى (1) إما عن طريق التأجيل ، أو ربط عمل ما كلفت به بحدوث شيئ آخر... زي إيه مثلاً ؟.. أنا عايز أبتدي أداوم على الصلاة .. أقوم أقول إيه ؟.. أنا هأبدأ أصلي ، لكن من بكرة...أو من رمضان إللي جاي ... أهو تأجيل و السلام... أو مثلا أنا هأبدأ أصلي لما الشهر الجاي أعزل و أروح أسكن في البيت اللي جنب الجامع ...المهم إني أربط التزامي بالصلاة : بحاجة مش موجوده وخلاص... يعني برضه هروب و السلام... زي ما الآية بتقول عن إخوات سيدنا يوسف .. همّ كانوا عايزين يخلصوا منه .. لكن في نفس الوقت عارفين إن العَملة دي غلط .. فقالوا إيه ؟.. "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ .. وبعدين بعد ما تخلصوا منه : تعملوا إيه ؟.. وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ ".. يعني نعمل الغلط دلوقتي و نبقي نتوب بعدين...
طبعًا دي لِعبة شيطانية .. لأن هوّ في حد ضامن يعيش لحد ما (بعدين) ده ييجي؟.. ده إذا كان هييجي أصلا!!! وزي الآيه ما بتقول " وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ " علي طول عندنا طول أمل إن فيه بكرة هييجي!!!
·   إحنا قلنا إن التسويف ده خلطة من العيوب... و إن الخلطة دي فيها جزء كبير من ضعف العزيمة... طيب إيه كمان...؟  التسويف ده فيه نسيان كمان...بس بنسبة أصغر...طيب إزاي نسيان...؟
·   النسيان ده موجود بأكثر من شكل في التسويف... أول شيئ عشان نعرفه لازم كل واحد يسأل نفسه ... هو وقع في مطب التسويف ده كام مرة؟؟؟ لا أظن إن فيه واحد ما وقعش فيه أكثر من مرة...!!! طيب لو وقعت فيه مرة : ليه متعلمتش؟.. لأنّك نسيت الدرس اللي المفروض إنك اتعلّمته .. يبقى غفلة ، ونسيان
·   و في نفس الوقت فيه برضه نسيان بصورة تانية... إني دايما بأنسي إني لما بأجل أي حاجة و تتكوم عليا ما بأقدرش أعملها... أو بوصف تاني إني بأنسي دايما نتيجة ما أفعل ....و بتعبير أدق بأغفل....
·   واللي بيساعدني على الوقوع في الغفلة : ما أريد و أهوي و أشتهي... ليه ؟.. لأني لمّا بيبقى نِفسي في حاجة : النفس بتصغّر في عينيّ قيمة أي حاجة بتحاول تمنعها عن فعل ما تريد... كأنها بتحطها في أوضة ضلمة أو في الظل... أو تغطيها... وفي نفس الوقت تذكرك بما تريد و تضخم أهميته و فائدته...و إستحالة تجنبه...و طبعا كل ده بالباطل... و الكذب... و الوهم....الوهم ده كان هو المدخل اللي دخل منه الشيطان عشان يخرج آدم من الجنة زي ما هنتكلم المرة الجاية بإذن الله
·   يبقى ملخّص كل اللي قلناه : إن من أخطر عيوبنا وأمراضنا اللي ورثناها من أبينا آدم : النسيان ، وضعف العزيمة... وبالتالي:
·    1- يبقى أحسن علاج : ذكر الله .. ليه ؟.. لأن الذكر : عكس الغفلة والنسيان .. فنخرج من ظلمة الغفلة لنور ذكر الله ..
·   2-   المداومة على الذكر ـ مِش بس بتعالج مشكلة النسيان ـ لكن أيضًا : تقوّي العزيمة والإرادة .... عن طريق المداومة و المواظبة. يبقى الذكر ، والمداومة عليه : علاج للمشكلتين معًا .


No comments:

Post a Comment