Friday, November 9, 2012

رقم (5) خطبة جمعة عن دعاء العارفين و الإضطرار بتاريخ (16/12/2011)

دعاء العارفين و الإضطرار
5- (16/12/2011)

الحمد لله رب العالمين الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد المتعالي عن الكم و العدد و المقدس عن كل احد خلق الاضداد لتتمايز فميز الساخن بالبارد وميز الظلام بالنور و لم يحتج لضد ليتميز عن خلقه فوجودهم يحتاج اليه ولايحتاج وجوده هو لهم في شىء فقد كان موجودا قبلهم و لا شيء معه فاحب ان يعرف فخلق الخلق فبه عرفوه وهو الان علي ما عليه كان كما قال حبيبه سيدنا و نبينا وامامنا و شفيعنا محمد صلي الله عليه و اله و صحبه وسلم صلاه يفتح الله بها لنا باب كل خير و يغلق بها الباب علي كل شر و ينفعنا بنورها الي ان توردنا عليه علي الحوض ليسقينا بيده شربه لا نظمأ بعدها أبدا
نكمل باذن الله في موضوع الدعاء و نحاول ان نري جانب اخر للدعاء و هو الجانب الذي ينظر اليه اهل المعرفه و حب الله الذين اكتفوا بالله عمن سواه الذين أدركوا شيئا من جمال الله وجلاله و قدرته و انه الفاعل الوحيد علي وجه الحقيقه

قيل الدعاء: مفتاح الحاجة، وهو مستراح أصحاب الفاقات، وملجأ المضطرين، ومتنفس ذوي الماّرب، وقد قيل في قوله سبحانه وتعالى " ويقبضون أيديهم "انه  ذم من الله تعالي لقوم تركوا الدعاء بمعني انهم لا يمدون ايديهم إلي الله لسؤاله
قال تعالي
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
في الايه دي ننتبه الي ان كلمه ادعوني في اول الايه ترادف(شرح معنى ترادف) كلمه عبادتي في نهايتها
و ايضا قال رسول الله صلي الله عليه و سلم الدعاء مخ العباده
و الايه وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قرئها ابن عباس الا ليعرفون

يعني الدعاء و العباده و معرفه الله مترادفات و انها سبب خلق الله للجن و الانس فكما قال في الحديث القدسي كنت كنزا مخفيا فاردت ان اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني
. يجب ان ننتبه ان مفهوم الدعاء واسع جدا

فالاستغفار هو دعاء و توجه الي الله (شرح)

الاستعاذه بالله من الشيطان دعاء

قال سهل بن عبد الله: خلق الله تعالى الخلق وقال ناجوني (اي ادعوني و بثوا الي شكواكم من كل ما تكرهوا وحمدكم علي ما تحبوا وثنائكم علي)، فإن لم تفعلوا فانظروا إليّ (بمعني توجهوا بقلوبكم الي)، فإن لم تفعلوا فاسمعوا مني (اي القران)، فإن لم تفعلوا فكونوا ببابي (اي انتظروا عطائي)، فإن لم تفعلوا فأنزلوا حاجاتكم بي (اي توكلوا علي) يعني لو حاولنا نلخص الكام جمله اللي فاتم... نقول انه لازم يكون بينك و بين الله علاقه مباشره و شكلها علي حسب حالك انت

و  قال سهل بن عبد الله أيضا : أقرب الدعاء إلى الإجابة دعاء الحال.
ودعاء الحال: أن يكون صاحبه مضطراً لابد له مما يدعو لأجله (ولا يري امامه الا الله ولا موجود ولا فاعل ولا منقذ سواه).
و قال أبو عبد الله المكانسي: كنت عند الجنيد؛ فأتت امرأة إليه وقالت: ادع الله أن يرد عليّ ابني: فإن ابناً لي ضاع فقال لها: اذهبي واصبري، فمضت، ثم عادت فقالت له مثل ذلك، فقال لها الجنيد: اذهبي واصبري، فمضت ثم عادت، ففعلت مثل ذلك مرات والجنيد يقول لها: اصبري، فقالت له: عيل صبري (يعني نفذ صبري)، ولم يبق لي طاقة عليه، فادع لي.
فقال لها الجنيد: إن كان الأمر كما قلت فاذهبي، فقد رجع ابنك (يقصد هنا هن قدرتها علي التحمل خلصت)، فمضت، فوجدته، ثم عادت تشكر له فقيل للجنيد : بم عرفت ذلك؟ فقال: قال الله تعالى: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. ومن هنا ممكن نفهم حاجه مهمه جدا جدا وهي ان الله لا يكلف احدا من خلقه مالا يطيق يعني في أي بلاء يصيب انسان اول لما البلاء يصل بالانسان لاقصي تحمل له فان الله سوف يزيحه لانه لايكلف نفسا الا وسعها يعني لازم في كل احوالك تبقي مدرك انه لن يكلفك ما لا تطيق
وكما ذكرنا من قبل ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( الدعاء مخ العبادة )
فالإتيان بما هو عبادة أولى من تركه (يعني الدعاء)، ثم هو حق الله سبحانه و تعالى فإن لم يستجب الله للعبد، ولم يصل العبد إلى حظ نفسه فلقد قام بحق ربه( قلها بالعامية) ؛ لأن الدعاء إظهار فاقة العبودية (يعني الفقر لله). وقد قال أبو حازم الأعرج: لأن أحرم الدعاء أشدُّ علي من أن أحرم الإجابة.(يقصد ان توفيق الانسان ليقوم بالدعاء هو اصلا عطاء من الله ويري ايضا ان العطاء  في ان يوفق للدعاء اكبر بكثير من العطاء في اجابه الدعاء)
وفي الخبر المروي " أن العبد يدعو الله سبحانه وهو يحبه، فيقول: ياجبريل أخِّر حاجة عبدي، فإني أحبُّ أن أسمع صوته، وإن العبد ليدعو الله وهو يبغضه فيقول: يا جبريل، إقض لعبدي حاجته، فإني أكره أن أسمع صوته " .


وقال صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، إنّ العبد ليدعو الله تعالى وهو عليه غضبان، فيعرض عنه، ثم يدعوه، فيعرض عنه، ثم يدعوه، فيعرض عنه ثم يدعوه، فيقول الله تعالى لملائكته: أبي عبدي أن يدعو غيري فقد استجبت له (يعني اصرار العبد علي دعاء الله وحده و عدم الملل او استبطاء الاجابه ممكن ان يكون السبب في ان يستجيب الله له و يرضي عنه  )
ومن أداب الدعاء: حضور القلب، وأن لا يكون ساهياً؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله تعالى، لا يستجيب دعاء عبد من قلب لاهٍ " .
ومن شرائطه: أن يكون مطعمه حلالاً؛ فلقد قال صلى الله عليه وسلم لسعد: " اطب كسبك تُستجب دعوتك " .
وقد قيل: الدعاء: مفتاح الحاجة، وأسنانها: لقم الحلال. (كان حاجتك عليها قفل و مفتاحه الدعاء واسنان المفتاح اكل المال الحلال)

وكان يحيى بن معاذ يقول: إلهي، كيف أدعوك وأنا عاص؟ وكيف لا أدعوك وأنت كريم؟!
وقيل: مر موسى، عليه السلام، برجل يدعو ويتضرع، فقال موسى عليه السلام: إلهي، لو كانت حاجته بيدي قضيتها (يعني سيدنا موسي بيقول لله لو انا كنت قادر علي اجابه طلب ذلك الرجل لفعلت)؛ فأوحى الله، تعالى إليه: أنا أرحم به منك، ولكنه يدعوني، وله غنم وقلبه عند غنمه، وإني لا أستجيب لعبد يدعوني وقلبه عند غيري. فذكر موسى عليه السلام للرجل ذلك، فانقطع  إلى الله تعالى بقلبه (يعني تخلص من انشغال قلبه بالغنم) فقضيت حاجته. (يعني المهم هو الحال القلبي و ليس الشكل الظاهر للتضرع و الدعاء)
وقيل لجعفر الصادق: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فقال: لأنكم تدعون من لا تعرفونه. (يقصد من لا تدركون قدرته و عطائه وكرمه و فعله وانه هو المجيب الوحيد حتي لو اخفي اجابته بايصالها اليك عن طريق اي سبب ظاهر لك )
كان صالح المري ( بدل الاسم : قول أحد الصالحين) يقول كثيراً: من أدمن قرع باب يوشك أن يفتح له. فقالت له رابعة: إلى متى تقول هذا؟ متى أغلق هذا الباب حتى يستفتح؟ فقال صالح: شيخ جهل وامرأة علمت.
وحكي عن الليث أنه قال: رأيت عقبة بن نافع ضريراً، ثم رأيته بصيراً، فقلت له: بم رد عليك بصرك؟ فقال: أتيت في منامي، فقيل قل: يا قريب، يا مجيب، يا سميع الدعاء، يا لطيفاً لما يشاء، رد علي بصري. فقلتها، فرد الله عزَّ وجل علي بصري.

وحكى عن محمد بن خزيمة، أنه قال: لما مات أحمد بن حنبل كنت في الإسكندرية، فاغتممت.. فرأيت في المنام أحمد بن حنبل وهو يتبختر، فقلت: يا أبا عبد الله، أي مشية هذه؟ فقال: مشية الخدام في دار السلام. فقلت: ما فعل الله عزَّ وجل بك؟ فقال: غفر لي، وتوجني، وألبسني نعلين من ذهب، وقال: يا أحمد هذا بقولك القرآن كلامي. ثم قال: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثوري وكنت تدعو بها في دار الدنيا. فقلت: يا رب كل شيء بقدرتك على كل شيء، اغفر لي كل شيء، ولا تسألني عن شيء. فقال: يا أحمد هذه الجنة، فادخلها، فدخلتها.(القصه دي تدل علي مدي حب الله لدعاء العبد)

قال ربكم ادعوني استجب لك


الحمد لله رب العالمين خلق الخلق فبه عرفوه و رزق خلقه اجمعين انسهم و جنهم مؤمنهم و كافرهم خلق الدنيا بما فيها و رغم كبر حجمها و كل ما فيها من خير و شر فانها لا تساوي عنده جناح بعوضه و لو ساوت جناح بعوضه ما سقي الكافر منها شربه ماء... و اخبرنا بدنائتها و حقيقتها حتي لا ننشغل بها و نضيع مهمتنا الرئيسيه في الدنيا و هي معرفته سبحانه و تعالي حيث انه ما خلق الجن و الانس الا ليعرفوه. لذا ارسل لهم رسله و انبيائه, اللهم صل و سلم و بارك عليهم عامه وعلي سيدنا محمد خاصه و علي اله و صحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مبارك فيه

وقيل: تعلق شاب بأستار الكعبة، وقال: إلهي، لا شريك له فيؤتى، ولا وزير لك فيرشى، إن أطعتك فبفضلك ولك الحمد، وإن عصيتك فبجهلي ولك الحجةُ عليَّ، فبإثبات حجتك عليَّ وانقطاع حجتي لديك إلا غفرت لي. فسمع هاتفاً يقول: الفتى عتيق من النار.
وقيل: فائدة الدُعاء: إظهار الفاقة (يعني الفقر) بين يديه تعالى
وقيل: خير الدعاء: ما هيجته الأحزان.(شرح)

( في نصيحة جميلة جدًا قالها واحد من الصالحين) وقال بعضهم: إذا سالت الله تعالى حاجة فتسهلت، فاسأل الله عقب ذلك الجنة؛ فلعل ذلك يوم إجابتك.
وقيل: الدعاء سلم المذنبين.(شرح)

وقيل: الدعاء: المراسلة (يقصد بين العبد و ربه)
وقيل لسان المذنبين دعاؤهم.
وقال أبا علي الدقاق، رحمه الله: إذا بكى المذنب فقد راسل الله عزَّ وجلَّ. (النقطه هنا المهمه جدا جدا هي ان الدعاء لا يشترط فيه ابدا الكلام وانه ممكن يكون مجرد نيه او توجه او حال قلبي او بكاء بين العبد و ربه طبعا ده يوضح ان دعائك لو من قلبك باي صيغه حتي لو غير منمقه ممكن يكون ادعي للقبول من ترديد ادعيه منمقه شكلها حلو )
وقال بعضهم: الدعاء ترك الذنوب.
وقيل: الدعاء لسان الاشتياق إلى الحبيب.(يعني مناجاه بين العبد و ربه)
وقيل: الإذن في الدعاء خير للعبد من العطاء.
وقال الكتاني لم يفتح الله تعالى لسان المؤمن بالمعذرة إلا لفتح باب المغفرة.( يعني هو اللي الهمك الاستغفار عشان يغفرلك و كما قال تعالي  فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
وقيل: الدعاء يوجب الحضور، والعطاء يوجب الصرف، والمقام علي الباب أتمُّ من الانصراف بالمثاب. (يعني الدعاء كانك واقف بباب الله تطلب منه فاذا اعطيت اخذت العطيه ثم انصرفت )

وقيل: الدعاء مواجهة الحق، تعالى، بلسان الحياء. (كما في التوبه و الاستغفار)
و قد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ يعني الدعاء من الايمان
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ

No comments:

Post a Comment