Friday, November 9, 2012

رقم (3) خطبة جمعة عن الدعاء بتاريخ 19/10/2011


الدعاء

3-(19-10-2011)

الحمد لله رب العالمين منشيء الخلق كلهم... رب العرش الكريم المتفضل بعطائه علي خلقه أجمعين انسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم... يثيب المؤمنين في الدنيا و الاخره بكرمه و عفوه و رحمته ويعجل للكافرين ما لهم من خير في الدنيا بعدله وهو الذي لايسأل عما يفعل وهم يسألون ...اللهم صلي وسلم وبارك علي حبيبك و نبيك سيدنا و مولانا محمد نبي الرحمه و علي اله و صحبه والتابعين اجمعين
أما بعد...بدأنا بفضل الله حديثا عن الدعاء في جمعه سابقه و بفضل الله تعالي نكمل  بما يكرمنا الله به...
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ , مخ الشيء هو أصله أو جوهره أو المتحكم فيه...أو أهم جزء فيه...فما هو الدعاء و ما الذي أعطي الدعاء هذه الأهميه ؟
الدعاء (بالبلدي كده) هو توجه بالطلب من العبد الفقير الضعيف العاجز(يعني المتصف بالنقص) الي ربه الغني القوي القادر (يعني المتصف بالكمال)...برضه يعني ايه؟ لو لخصنا الفكره نقول الدعاء في أصله هو اعتراف من العبد أمام نفسه (و أمام نفسه دي مهمه أوي) انه عاجز و محتاج وانه مضطر للجوء للطلب من من له عكس تلك الصفات يعني القادر والغني...يعني الله
قال الله تعالي: " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ "
اذا نظرنا في تلك الأيه نجد:
أولا " أَمَّنْ يُجِيبُ" أي لا يوجد من يجيب
ثانيا" الْمُضْطَرَّ" ودي هنا شيء مهم جدا جدا في الموضوع...ليه؟؟؟ طيب هو مين المضطر ده؟... هو الذي تقطعت به الأسباب يعني أدرك وأيقن و وعي بوضوح أنه وحيد و متروك و لن يساعده أحد و لن يدركه أحد من الخلق جميعا (وكأن كل هذا الكون فارغ) وليس له الا خالقه و خالق كل هذا الكون هو الوحيد الموجود معه والقادر علي مساعدته و انقاذه مما هو فيه من كرب ايا كان...
هنا, يجب توضيح أمر في غايه الاهميه...ايه هوه؟...الاضطرار بالشكل اللي بنتكلم عليه ده حال قلبي قبل اي شيء وقد يصاحبه او لا يصاحبه مظهر خارجي له ايضا...و ان وجد المظهر الخارجي فهذا لن يعني بالضروره تحقق حال الاضطرار القلبي...يعني ايه الكلام ده؟؟؟
يعني الموضوع مش مجرد دعاء بالسان عشان ابقي عملت اللي عليا زي ما بيقولوا لكن قلبي من جوه معلق الامل علي فلان ولا علان او سلطتي او مالي او عقلي و تدبيرى يعني لازم قلبي ينقطع امله في كل اللي قلناه ده و أي شيء اخر و يبقي مقتنع جدا انه لا نافع الا الله وخلي بالك كويس ان ده لا يمنع انك تستعين بكل اللي قلنا عليهم دول بس تستعين بيهم و انت موقن انهم لن يفيدوا في شيء الا ما يسخرهم الله فيه يعني الفاعل الحقيقي هو الله وليس الجاه او السلطان او المال او اي شيئ اخريعني ممكن يكون الله اعطاك كل متاع الدنيا و في نفس القت تكون متحقق بالاضطرار لله و العكس ايضا صحيح يعني ممكن يكون شخص لا يملك اي شيء و لا يتحقق بالاضطرار لله لان قلبه متعلق بغير الله و يري لغير الله قدره فيقول في نفسه "مثلا" ...لو فلان سلفني ولا علان اداني كارت لفلان رغم ادراكه الكامل بان هذا احتمال حدوثه ضعيف  ولكنه يري لغير الله قدره!!! فهو في الظاهر ليس له احد ورغم ذلك فان قلبه غافل عن الله من هنا ممكن نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلّها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع)  
 (يعني اطلب منه يساعدك في اي حاجه انت محتاجها مهما بدت لك سهله او تافهه لان مفيش حاجه ممكن تحصل بدون اذنه و توفيقه)
نرجع للايه و ننظر الي جزئيه تانيه منها " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ" من معاني هذا الجزء ان  الله سوف يعطي الداعي الذي تحقق بالاضطرار ما يطلب و يزيح عنه ما اساءه ايا  كان... ويكمل الايه " وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ" يا تري ايه العلاقه؟؟؟ انه ينتقل من الحديث عن المضطر العاجز الي الخلافه في الارض..؟؟ العلاقه ببساطه ان الانسان الذي ادرك ضعفه و عجزه و احتياجه لخالقه  هو الذي يدرك انه خليفه يتصرف فيما يخلف فيه بامر المالك الحقيقي وانه ليس المالك لاي شيء و انه مستخلف فقط و انه سيعود يوما ما الي الذي استخلفه وانه سيساله عما فعل و لما فعل و هل ما فعل يتوافق ام لا يتوافق مع ما امر به قبل ارساله في مهمه الخلافه في الارض  ولا هيقول نسيت ... زي الايه ما بتقول.." وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ" ترجعنا تاني لمصيبه الغفله اللي الدعاء عكسها لانه زي ماقلنا وعي و ادراك
 " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ "
ربنا بيفكرنا تاني " أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ" مفيش حد غيري هيجيب دعائك ولا يوجد مع الله اله اخر يعني مالكوش غيري ينفعكم و يختم الله الايه بقوله " قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " نرجع تاني للتذكر او الوعي او التوجه لله و ان الدعاء لا بد وان يكون بوعي من القلب وليس مجرد كلام بالسان كما وضح رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قال: " ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ"
ذكرنا في البدايه ان الدعاء في أصله هو اعتراف من العبد أمام نفسه (و أمام نفسه دي مهمه أوي) انه عاجز و محتاج وانه مضطر للجوء للطلب من من له عكس تلك الصفات يعني القادر والغني...يعني الله, طيب و ما هي اهميه "امام نفسه" اهميه امام نفسه دي ان هذا الاعتراف بالنقص و الضعف و العجز و الذل و الانكسار الي اخر هذه الصفات الدنيئه في النفس يعمل علي كسرها و تربيتها لتترقي في منازل القرب من الله رب العالمين وطبعا مفهوم ان هذا الاعتراف بالنقص و الذل و العجز و الاحتياج و الضعف يؤلمها جدا وثقيل عليها تحمله لانه يقتلها لتترقي وهذا احد معاني الايه " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" طبعا ليس المقصود هنا الانتحار وانما احد المعاني هو تربيه النفس بالتخلص من صفاتها السيئه
وخلي بالك ان ده احد الاسباب اللي تخلي النفس تقول...دعاء ايه بس   اللي هيحل المشكله... ده عجز وقله حيله...الواحد لازم يكون ايجابي...الواحد لازم ياخد بالاسباب...و بعدين يبقي يدعي... كل دي حيل وخدع خلي بالك منها واعرف ان الدعاء هو اهم سبب لازم تاخد بيه وانت واعي و مدرك و مقتنع ان هو المخرج من اي مشكله
قال ربكم ادعوني استجب لكم

الحمد لله الذي خلق الانسان و علمه البيان جاعل كل شيء بقدر معلوم خلق الزوجين وجعل الاشياء تعلم باضادها فبالبارد علم الساخن ولكنه هو الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا احد اللهم صلي و سلم و بارك علي سيدنا و نبينا مولانا محمد ابا القاسم وعلي اله وصحبه و سلم تسليما كثيرا طيبا مبارك فيه و علي اله وصحبه
قال تبارك وتعالي" اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" فذكر في تلك الايه الكريمه ان ذكر الله تعالي اكثر نهيا عن الفحشاء و المنكر من الصلاه نفسها التي قال رسول الله عنها انها عماد الدين و ان من اقامها فقد اقام الدين ومن معاني الصلاه الدعاء و قال ان الركعه التي لا تقراء فيها الفاتحه (التي هي اصلا دعاء) فهي خداج (اي ناقصه) وقد بينا منذ قليل ان الدعاء هو ذكر لله تعالي....فهل يوضح هذا مدي قيمه و اهميه الدعاء في مبني الدين الاسلامي ؟؟ فاذا قلنا ان الدعاء هو توجه لله بنيه الطلب الحقيقي الصادق من القلب واذا انتبهنا لما قلنا منذ قليل بانه يجب علي المؤمن ان يواظب علي طلب العون و الغوث من الله في كل شيئ صغيرا كان ام كبيرا واذا كانت حياه الانسان علي الارض هي عباره عن سلسله متصله من الاحتياجات و المخاطر والسعي  من المولد حتي الممات كما قال تعالي " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" وقال:" وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا" كل هذا يعني ان الله يريد منا مداومه دعائه ليل نهار في كل اوقاتنا, فاذا كان هذا حالنا كنا من الذاكرين ليل نهار الذين يضع الذكر عنهم اوزارهم كما
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَقَ الْمُفْرِدُونَ قَالُوا وَمَا الْمُفْرِدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمُسْتَهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالَهُمْ فَيَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِفَافًا
فاذا كان هذا حالنا في مداومه الذكر كنا من الحضور مع الله تعالي في كل اوقاتنا و نبدأ في ادراك وجود علاقه مباشره بين كل واحد فينا وبين الله هذه العلاقه موجوده من البدايه  لكننا نبدا في ادراكها و وعيها وهذا يساعدنا علي القيام بما كلفنا الله به و البعد عما نهانا عنه و لكن بالله وليس بانفسنا لننتقل من مفهوم "اياك نعبد" مجاهدين انفسنا و الشيطان الي مفهوم "اياك نستعين" حيث يجتبينا الله اليه بفضله و كرمه ويحفظنا مما سواه ويجعلنا من عباده المخلصين الذين ليس للشيطان عليهم سلطان
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ
__________________________________
الدعاء..................
إن اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . اذكروا الله يذكركم. و اقم الصلاه

1 comment:

  1. Wynn, Casinos & Hotels - Mapyro
    Get directions, reviews and information for Wynn, Casinos & 김포 출장샵 Hotels in Las 경주 출장안마 Vegas, NV. 속초 출장샵 Rooms. Wynn Las Vegas, including King rooms, enjoy 아산 출장안마 the 제주도 출장안마 casino,

    ReplyDelete